العين في القرآن الكريم وفي غريب الحديث
1 - العين في القرآن الكريم
جاء في "معجم ألفاظ القرآن الكريم" الذي أصدره مجمع اللغة العربية بالقاهرة (مادة) :
ع ي ن
(عَيْن - الْعَيْن - عَيْناً - عَيْنُها - عَيْني - عَيْنَاكَ - عَيْنَان - عَيْنَاهُ - عَيْنَيْكَ - عَيْنَيْن - عُيُون - الْعُيُون - عُيونًا - أعْيُن - الأعْيُن - أعينُكم - أعْيُننا - أعْيُنهم - أعْيُنُهُنّ - عِين - مَعِين) .
يمكن أن ترد المادة إلى العين : عضو البصر ، وتجمع على أعين وعيون ، ومنها تجىء معان في الحفظ والكلاءة ، ومن الإبصار للمحفوظ وللغبطة والسرور ؛ قرار العين ، والعَيْناء : حَسنة العين وجمعها عِين ، في وصف بقر الوحش والنساء .
م | اللفظ | عدد مرات التكرار | النص الوارد في القرآن والشرح |
1 | عَيْن | 6 | "تغرب في عين حَمِئَة" 86 / الكهف ، للجارية بالماء أو غيره ، وكذلك ما في قوله تعالى : "عين القطر" 12 / سبأ ، "عين آنية" 5 / الغاشية ، "عين جارية" 12 / الغاشية ، "قرة عين لي ولك" 9 / القصص ؛ هي للباصرة بمعنى السرور ، وقله تعالى : "عين اليقين" 7 / التكاثر ؛ للتأكيد ؛ أي التي هي نفس اليقين . |
2 | الْعَيْن | 3 | "رأي العين" 12 / آل عمران ؛ هي للباصرة ، وكذلك ما في 45 "مكررة" / المائدة . |
3 | عَيْنا | 6 | "وقَرِّي عينا" 26 / مريم ؛ للباصرة ؛ بمعنى السرور ، وفي قوله تعالى : "اثنتا عشر عينا" 60 / البقرة ؛ للجارية ، واللفظ في 160 / الأعراف 6 / 18 / الإنسان و 28 / المطففين . |
4 | عَيْنُها | 2 | "كي تَقَرَّ عينُها" 40 / طه ؛ للباصرة و 13 / القصص . |
5 | عَيْني | 1 | "ولِتُصنعَ على عيني" 39 / طه ؛ للباصرة . |
6 | عَيْنَاكَ | 1 | "ولا تَعْدُ عيناك عنهم" 28 / الكهف ؛ للباصرة . |
7 | عَيْنَان | 2 | "فيهما عينان" 50 / 66 / الرحمن ؛ للجارية . |
8 | عَيْنَاهُ | 1 | "وابْيضَّت عيناه" 84 / يوسف ؛ للباصرة . |
9 | عَيْنَيْكَ | 2 | "لا تَمُدَّنَّ عينيك" 88 / الحجر ؛ للباصرة ، و131 / طه . |
10 | عَيْنَيْن | 1 | "ألم نجعل له عينين" 8 / البلد ؛ للباصرة . |
11 | عُيُون | 8 | "جنات وعيون" 45 / الحجر ؛ الجارية واللفظ في 57 / 134 / 147 / الشعراء و 25 / 52 الدخان و 15 / الذاريات و 41 / المرسلات . |
12 | الْعُيُون | 1 | "فيها من العيون" 34 / يس ؛ للجارية . |
13 | عُيونًا | 1 | "وفجرنا الأرض عيونا" 12 / القمر ؛ للجارية . |
14 | أعْيُن | 6 | "سحروا أعين الناس" 116 / الأعراف ؛ للباصرة ، وكذلك ما في 179 / 195 / الأعراف و 61 / الأنبياء و 74 / الفرقان و 17 / السجدة . |
15 | الأعْيُن | 2 | "يعلم خائِنة الأعين" 19 / غافر ؛ للباصرة ، ومثله : ما في 71 / الزخرف . |
16 | أعينُكم | 2 | "وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً" 44 / الأنفال ؛ للباصرة ، واللفظ في 31 / هود . |
17 | أعْيُننا | 4 | "واصنع الفلك بأعيننا" 37 / هود ؛ للباصرة ، واللفظ في 27 / المؤمنون و 48 / الطور و 14 / القمر . |
18 | أعْيُنهم | 7 | "ترى أعينهم" 83 / المائدة ؛ للباصرة ، واللفظ في 44 / الأنفال و 92 / التوبة و 101 / الكهف و 19 / الأحزاب و 66 / يس و 37 / القمر . |
19 | أعْيُنُهُنّ | 1 | "ذلك أدنَى أن تَقَرَّ أعينهن" 51 / الأحزاب ؛ للباصرة . |
20 | عِِين | 4 | "قاصِرات الطرف عِين" 48 / الصافات ؛ وصف نساء ، واللفظ في 54 / الدخان و 20 / الطور و 22 / الواقعة . |
21 | مَعِين | 4 | "ذات قَرار ومعين" 50 / المؤمنون ؛ للماء الظاهر ، واللفظ في 45 / الصافات و 18 / الواقعة و 30 / الملك . |
لاحظ مجموع لفظ "عين" ومشتقاتها (21) مرة ، وهي من مضاعفات الرقم (7) 7 × 3 = 21 . |
سنحاول هنا أن نقتطف بعض ما ورد عن العين في غريب الحديث استكمالا للموضوع أعلاه . . . جاء في الجزء الثالث من النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير :
- وفي الحديث نقلا عن أبي موسى أنه "بعث بَسْبَسَةَ "عينا" يوم بدر" ، أي : جاسوسا ، واعتان له إذا أتاه بالخبر .
- ومنه حديث الحديبية : "كان الله قد قطع "عينا" من المشركين" . أي كفى الله منهم من كان يرصدنا ، ويتجسّس علينا أخبارنا .
- وفيه نقلا عن أبي موسى : "خير المال عين ساهرة لعين نائمة" . أراد عين الماء التي تجري ، ولا تنقطع ليلا ونهارا ، وعين صاحبها نائمة ، فجعل السهر مثلا لجريها .
- وفيه نقلا عن الهروي : "إذا نشأت بحْرِيّة ، ثم تشاءمت فتلك عين غُدَيْقَة" . العين اسم لما عن يمين قبلة العراق ، وذلك يكون أخلق للمطر في العادة ، تقول العرب : مُطِرْنا بالعين . . . وقيل : العين من السحاب : ما أقبل عن القبلة ، وذلك الصُّقْع يسمى العين . . . وقوله : تشاءمت ، أي : أخذت نحو الشام ، والضمير في "نشأت" للسحابة ؛ فتكون "بحرية" منصوبة ، أو للبحرية ، فتكون مرفوعة .
- وفيه عن أبي موسى : "أن موسى عليه السلام فقأ عين ملَك الموت بصكِّه صكَّة" . قيل : أغلظ له في القول ؛ يقال أتيته فلطم وجهي بكلام غليظ . . . والكلام الذي قاله له موسى عليه السلام - قال له : أحرج عليك أن تدنومني ، فإني أحرج داري ومنزلي ، فجعل هذا تغليظا من موسى له تشبيها بفقىء العين . . . وقل هذا الحديث مما يؤمن به وبأمثاله ، ولا يُدْخَل في كيفيته .
- وفي حديث عمر نقلا عن الهروي "أن رجلا كان ينظر في الطواف إلى حُرَم المسلمين ، فلطمه عليّ ، فاستعدى عليه عمر ، فقال : ضربك بحق أصابته عين من عيون الله" أراد : خاصة من خواص الله ، ووليا من أوليائه .
- وفيه : "العين حق ، وإذا استُغْسلتم فاغسلوا" . . . ويقال : أصابت فلانا عين : إذا نظر إليه عدو أو حسود ، فأثرت فيه فمرض بسببها . . . يقال : عَانه يَعينه عينا ؛ فهو عائن ؛ إذا أصابه بالعين ، والمصاب مَعِين .
- ومنه الحديث : "كان يؤمر العائن ، فيتوضأ ، ثم يغتسل منه المَعِين" .
- ومنه الحديث : "لا رقية إلا من عينٍ أو حُمَة" . تخصيصه العين والحُمَة لا يمنع جواز الرقية في غيرهما من الأمراض ، لأنه أمر بالرقية مطلقا . ورقى بعض أصحابه من غيرهما . وإنما معناه : لا رقية أولى وأنفع من رقية العين ، والحُمَة" .
- وفي حديث علي : "أنه قاس العين ببيضة جعل عليها خطوطا وأراها إياه" . وذلك في العين تضرب بشيء يضعف منه بصرها ، فيتعرف ما نقص منها ببيضة يخط عليها خطوط سود أو غيرها ، وتنصب على مسافة تدركها العين الصحيحة ، ثم تنصب على مسافة تدركها العين العليلة ، ويعرف ما بين المسافتين ، فيكون ما يلزم الجاني بنسبة ذلك من الدية . (وهذا كما نراه عند أطباء العيون لقياس النظر في أيامنا هذه من لوحة تحمل العلامات) .
- وقال ابن عباس : لا تقاس العين في يوم غيم ؛ لأن الضوء يختلف يوم الغيم في الساعة الواحدة ، فلا يصح القياس .
- وفيه : "إن في الجنة لمجتمعا للحور العِين" . العِين : جمع عيناء ، وهي الواسعة العين . والرجل أعين . . . وأصل جمعها بضم العين ، فكسرت لأجل الياء كأبيض وبيض .
- ومنه الحديث : "أمر الرسول بقتل الكلاب العِين" جمع أعين .
- وحديث اللعان : "إن جاءت به أعين أدعج" .
- وفي حديث الحجاج قال للحسن : "والله لعَيْنُك أكبر من أمدك" أي : شاهدك ومنظرك أكبر من أمدِ عمرك . وعين كل شيء : شاهده وحاضره .
- وفي حديث عائشة : "اللهم عيّن على سارق أبي بكر" أي : أظهر عليه سرقته . يقال : عينت على السارق تعيينا إذا خصصته من بين المتهمين من عين الشيء : نفسه وذاته .
- ومنه الحديث : "أوْهِ عين الربا" ، أي : ذاته ونفسه ، وقد تكرر في الحديث .
- وفي حديث علي عن الهوى : "أن أعيان بني الأم يتوارثون دون بني العَلّات" . الأعيان : الإخوة لأب واحد ، وأم واحدة ، مأخوذ من "عين الشيء" وهو النفيس منه وبنو العَلّات لأب واحد ، وأمهات شتى . . . فإذا كانوا لأم واحدة ، وآباء شتى ، فهم الأخياف .
- وفي حديث ابن عباس : "أنه كره العينَة" هو أن يبيع من رجل سلعة بثمن معلوم إلى أجل مسمى ثم يشتريها منه بأقل من الثمن الذي باعها به . . . فإن اشترى بحضرة طالب العينة سلعة من آخر بثمن معلوم ، وقبضها ، ثم باعها المشتري من البائع الأول بالنقد بأقل من الثمن ، فهذه أيضا عينة ، وهي أهون من الأولى . . . وسميت عينة لحصول النقد لصاحب العينة ؛ لأن العين هو المال الحاضر من النقد ، والمشتري إنما يشتريها ليبيعها بعين حاضرة تصل إلى معجلة .
- وفي حديث عثمان - عن أبي موسى - "قال له عبد الرحمن بن عوف يعرّض به : إتي لم أفرّ يوم عينين ، فقال له : لم تعيرني بذنب قد عفا الله عنه ؟!" . . . "عينان" اسم جبل بأُحد ، يقال ليوم أُحد : يوم عينين" وهو الجبل الذي أقام عليه الرماة يومئذ .
المصدر : كتاب (حديث العيون وهمس الجفون) لمؤلفه : محمد إبراهيم الدسوقي - دار الطلائع .